لابد لليل ان ينجلي
لقد قالها الشعار التونسي ابو القاسم الشابي …
يبدوا ان الليل في العراق لم ينجلي منذ ١٧ عام ..
ثورات وشهداء ومعتقلين واصابات كل هذا وذاك لم يحرك ساكن فمتى سينجلي الليل …
اليوم وبعد ان سرقوا كل شيء وضاعت ثروات العراق بين هذا وذاك ولم ولن يكشف ويحاسب الفاسدين نرى ان حكومتنا العراقية قد افلست بكل شيء ولم تجد غير ان تخفض رواتب الموظفين وتخفض قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار … الترهل الحاصل في مفاصل الدولة وجميع قطاعاتها جراء الفساد الاداري والمالي قد اوصل العراق الى حافة الانهيار المالي وهذا يعني انهيار الدولة
*قد يخسر الدينار العراقي ثُلث قيمته.
* قد لا تستطيع الدولة دفع إلا الراتب الإسمي من دون المخصصات.
* أو كلاهما سوية. وهو احتمال حدوث انخفاض القيمة الشرائية للدينار وتخفيض الراتب الحكومي في نفس الوقت.
عمر المشكلة أكبر بكثير من صفقة تغيير وجوه تأتي لتستمر بنفس السياسات. المشكلة بنيوية بحتة.. فالبلد ينزلق نحو هاوية عميقة سببها فشل أجهزته الثلاث التشريعية و التنفيذية و القضائية في القيام بواجباتها و التداخل السلبي اللزج في علاقاتها و عدم وجود رؤى و استراتيجيات وخطط تنفيذية لعدم سماع و فهم معظم مسؤولي الدولة أصلا بهذه الكلمات أولا و عدم الرغبة بها ثانيا لأنها تمنع نهب المال العام. جهاز الدولة الإداري على العموم فاشل و قضاؤه مسيس و برلمانه سيرك مضحك مبكي و لولا ارتفاع أسعار النفط و دفع الرواتب لوصلنا لهذا الحال قبل سنوات. إنها لعنة النفط الذي لم يستفد منه العراق دونا عن باقي الدول النفطية
… الم يحن الوقت لليل ان ينجلي …
حكومات متعاقبة وفشل مستمر … واليوم وصل العراق الى هاوية الافلاس … لا رقيب ولا محاسب ، مئات المليارات نهبت وسربت الى الخارج وارصدة البنوك في الدول المجاورة متخمة بأموال الشعب … لقد نخر الفساد جسد العراق واليوم يبدو انه في المراحل الاخيرة ، لم يجدوا شيء سوى الموظفين والمتقاعدين فهم اخر ما تبقى من العراق .. الم يحن الوقت لينجلي الليل …
يبدوا اننا سنشهد عن قريب ثورة تشرين اخرى وهذه المرة ستكون اشد واشرس على الحكومة لأنها تعلمت دروساً من سابقتها … يجب ان ينجلي الليل ويظهر نور الصباح
الشهداء في ثورة تشرين الذين سالت دمائهم من اجل اجلاء الليل وهذه الغمة عن العراق سيخلد اسمائهم التاريخ وسيأتي اليوم الذي نستذكر به الاوجه الشاحبة التي حكمت ودمرت العراق … السؤال هنا هل سوف يحاكمون هل سوف نأخذ ثأر الشهداء والجرحى ام سوف يتمتعون بسرقاتهم ؟ …
لابد لليل ان ينجلي …
د.عدي الخطيب
سياسي عراقي مستقل