قلق وهواجس إيرانية … ضرغام الدباغ

قلق وهواجس إيرانية …
ضرغام الدباغ 

تملأهم الهواجس … والقلق مما سيأتي اليوم أو غداً أوالشهر المقبل، أو العام القادم، الله يعلم متى ..! ويسمعون أخبار القيادات الأفغانية، وأكثر المتفائلين يمنحهم بضعة شهور … بضعة شهور فحسب، ولكن الموقف سيحسم بكثير أو قليل من الضجة. وكما تغرق السفن الكبيرة، صوت تدفق الهواء والفقاعات، وستطفو بعض المهملات، ولكن البحر العميق العريض سيستوعب في النهاية كل شيئ ، بعدها يعود سطح البحر هادئاً …. وتصبح الغوارق مجرد أرقام في السجلات …!

الفرس خائفون… ومن حقهم أن يخافوا، فكما يقول المثل: ماذا ترك شعبان ببطن رمضان ؟… وعواقب اعمالهم السيئة لن تكون حميدة … وهم قد أساؤا في افغانستان كما أساؤوا لأقطار وشعوب أخرى .. والفرس الإيرانيون، وتحديداً الملالي، سوف لن يتركوا الشيعة في بلد يرتاحون من دسائسهم، إذ يوظفوهم طعماً لمشاريعهم التوسعية، فيسيئون للجميع خدمة للأغراض الفارسية / الإيرانية، والفرس يمتهنون الدسائس مع الأفغان ومع غيرهم.

طيلة الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، الإيرانيون متعاونون مع المحتلين الأمريكان والإذناب والعملاء الأفغان حبايب “دهن ودبس”، وبمجرد إعلان الانسحاب الأمريكي، شاطت شوطتهم، وتمنفخوا كعادتهم، وتدافعوا … وشهروا السلاح … ولرب سائل يسأل ومنطقي جداً ” إذا عمامكم الأمريكان ما دبروها، أنت راح تدبروها ؟ ” ….. ولكن صاحب المصلحة عديم البصر والبصيرة ..! ترى ما هي مصالح الفرس ..؟ تارة يهددون بالقتال، وتارة يلعبون دور المصلح بين حكومة العملاء وطالبان .. ومن جهة أخرى ..

• لفظة أذربيجان تثير هواجسهم ومخاوفهم لحد اللعنة، بل هل كلمة السفر التي تفتح باب الخزانة … تقلب طاولة الشطرنج على رؤوسهم.
• الأفغان قريبون جداً لباكستان والسعودية، وهم أحناف كالاتراك، وهذه معطيات مقلقة لمن رأسه مليئ بفايروسات الطائفية.
• الملالي الفرس يخشون عواقب زجهم للشيعة الأفغان (الهزارة) في معارك لصالح المحتلين الأمريكان، ومعارك في العراق وسورية. وهذه أيضاً لها فاتورتها …
• الخوف من البشتون والبلوش الذين لهم امتدادات قبلية وسياسية داخل إيران…. ألا يكفي قلق الآذريين شمالاً، لتتفتق لنا مشاكل في الجنوب والشرق …؟

مالعمل …؟
طبعا هناك مساحة كبيرة جداً للعمل المفيد المنتج للعلاقة والصداقة والتعاون، ولكن هذا لا يفيد ملالي إيران، وليس ضمن برامجهم، فعقولهم مقفلة على التآمر وتصدير السلاح والمؤامرات والخبائث، والبدلات المرقطة والهرولة في الشوارع وهتافات السب والشتيمة وعليه اللعنة … وهذه لا تنتج سوى تعميق خندق الكراهية والحقد وتنتج الجثث والأشلاء، لا تورث الصداقة والمحبة، وماذا تورث هذه غير الكراهية المتبادلة، ولهذا فهم مكروهون من جميع جيرانهم، والآن هناك قضية جديدة هي أن الشيعة العراقيون والعرب وفي كافة الأقطار لا يحبون الفرس ولا يحبون رؤيتهم، فقد عانوا منهم الأمرين، تعالوا وقاتلوا وموتوا من أجل تتوسع بلاد فارس …! والنتيجة هي : ماذا يمكن أن يتوقع من يزرع الألغام والقنابل والمؤامرات سوى التفجيرات هنا وهناك ..

هل يتمكن الفرس والملالي أن يتجاوزوا هذه العقد النفسية المميتة ؟…. هذا مستبعد فالدسائس والخبائث صارت جزء من شخصيتهم ورؤيتهم للحياة، وهكذا تصاغ سياستهم. هم منتجوا المشاكل لأنهم كيان قائم على برميل بارود قد ينفجر في أي لحظة، لذلك هم يترقبوه، وحين يتأخر ينفذ صبرهم فيستعجلون حتفهم … لماذا يطردون .. ولماذا الناس فرحة لطردهم … لأنهم بكل بساطة مخالفين لمنطق الحياة … يكرهون الجميع … يحسدون الجميع … ولا يعرفون العيش بسعادة … كيان مركب لمصالح قوى أجنبية .. قائم على المعاداة والتآمر …

سيطردون شر طردة غير مأسوف عليهم من سوريا، وبعدها لبنان، ثم العراق .. أما هدية السماء الكبرى للشعوب الإيرانية هو بسقوط نظام الملالي المخرفين .. اللي يعيش بالحيلة يموت بالفقر …!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *