مشاركة السيدة حنان عبد اللطيف المدير الإقليمي مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الانسان في الندوة التي نظمتها المنظمة العربية الاسكندنافية تحت عنوان
شاركت السيدة حنان عبد اللطيف المدير الإقليمي مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الانسان في الندوة التي نظمتها المنظمة العربية الاسكندنافية
تحت عنوان مستقبل العلاقات العربية الإيرانية وقد قدمت
ورقة حول أوضاع حقوق الانسان في العراق
وفيما يلي نصها :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية اود ان اقول سرني جدا اني تلقيت هذه الدعوة الكريمة للتحدث في اعمال هذه الندوة واشكر القائمين عليها والمنظمين لها شكرًا موصولا وقد تشرفت بتمثيل مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الانسان
السيدات والسادة الحضور ،
ان الاوضاع الخطيرة التي تمر بها منطقتنا تجعل هذه الندوة في غاية الاهمية للتدارس والتباحث حول ما يتعرض له المدنيون في العراق من جرائم وانتهاكات ترتكبها القوات الحكومية واجهزة الدولة والميليشيات التابعة لايران.
سأوجز لكم معاناة الشعب العراقي بلغة الأرقام :
فيما يتعلق بملف التهجيرالقسري والنزوح فلدينا اليوم اكثر من 4.5 ملايين نازح معظمهم من النساء والاطفال من نينوى والمحافظات الغربية يسكنون مخيمات لا تتمتع بابسط مقومات العيش الكريم الآمن و يعانون من آثار نفسية واقتصادية واجتماعية , وبالرغم من خطة الحكومة العراقية المزعومة لاغلاق مخيمات النزوح واعادة النازحين إلا ان هذه الاجراءات كانت فاشلة ولم تحفظ كرامة النازحين فقد قامت الحكومة باغلاق 146 مخيم واعادت النازحين الى مدن مدمرة غير صالحة للسكن تفتقد الى البنى التحتية وغير آمنة تنتشر بها الالغام المزروعة في الطرقات وما زالت تتعرض الى القصف العشوائي الحكومي وغير الحكومي الذي ينطلق من اماكن تواجد الميليشيات والعصابات الارهابية. وجرّاء هذا التهجيرالقسري والنزوح والاهمال الحكومي لم يستطع المليون ونصف المليون طفل عراقي من الالتحاق بالمدارس خاصة إذا علمنا أن أكثر من 20% من مدارس العراق قد دمّرت او حوّلت الى مقار عسكرية.
وتسببت خسارة الطفل العراقي لاحد والديه او كليهما نتيجة الحروب في خلق جيلٍ من الأيتام تجاوزت نسبتهم 5% من أيتام العالم فحسب احصائيات منظمات الامم المتحدة لعام 2018 يوجد في العراق اليوم 5 مليون طفل يتيم يعانون الفقر والمرض والأمية واستغلال سوق العمل لهم من جهة والعصابات الإرهابية والميليشيات الحاكمة من جهة أخرى من خلال تجنيدهم ودفعهم للقتال في الخطوط الأمامية و حمل السلاح وما فاقم من وضع الطفل العراقي هو ظاهرة انتشار المخدرات بين الاطفال التي وصلت الى المدارس الابتدائية امام مرأى ومسمع المسؤولين العراقيين بل إن قيادات في ميليشيات الحشد الشعبي وابناء المسؤولين الحكوميين هم من يتاجرون بالمخدرات ويروجوها بين اوساط طلبة المدارس والمعاهد والجامعات.
ووصل عدد الارامل في العراق الى مليوني امرأة حسب احصائية الجهاز المركزي العراقي للاحصاء وهذا الرقم في تزايد طردي نتيجة العمليات العسكرية و الجريمة المنظمة المنتشرة في العراق , و لم تعمل الدولة على توفير الضمانات الاجتماعية وفرص تعليمية والوظائف المناسبة التي تحفظ كرامتهن وتساعدهن في إعالة و تربية ابنائهن.
وفي ملف المختطفين والمغيبين قسرا يشكل الملف الأكثر ألماً لعدد كبير من الأسر العراقية حيث بلغ عدد المفقودين وفقاً للجنة الدولية للصليب الأحمر اكثر من مليون شخص ولم يحظَ هذا الملف بمتابعة جدية من جميع الحكومات العراقية المتعاقبة ، خاصة اذا علمنا ان فصائل الحشد الشعبي التي تحولت الى احزاب سياسية مشاركة في البرلمان والحكومة متورطة بشكل مباشر وكبير في جرائم الخطف والتغييب القسري.
وارتفاع اعداد المقابر الجماعية المكتشفة والجثث الملقاة على قارعة الطرق والتي تصفها الحكومة بالمجهولة الهوية نساءا ورجالا وشيوخا واطفالا يُعطينا الاجابات الواضحة عن مصير هؤلاء المغيبين قسرا. وقد بلغ عدد المقابر الجماعية المكتشفة منذ 2007 وللان اكثر من 250 مقبرة جماعية ترفض الحكومات العراقية فتح التحقيقات فيها واستقبال اللجان والبعثات الدولية لتقصي الحقائق للكشف عن هذه الجرائم وتحديد اعداد وهوية المغدورين المدفونين في هذه المقابر. كما أن عدم نزاهة وحيادية القضاء العراقي وتسييسه يشجع اللامبالاة والمعاملة غير الجدية التي تمارسها الحكومات العراقية في هذا الملف.
إضافة الى هذا لدينا اكثر من 138 الف معتقل ومعتقلة موزعين على 121 سجن حكومي هذا عدا سجون ميليشيات فصائل الحشد الشعبي المنتشرة في كل محافظات العراق واعداد المعتقلين غير المعلنين والمسجلين ولدينا في سجون الدولة 7800 امرأة معتقلة والاعتقال يكون لاسباب طائفية كيدية او للابتزاز فقد اصبح اعتقال العراقيين وابتزاز اهاليهم تجارة رائجة ومربحة للقيادات الامنية والميليشيات ، حيث يتعرض المعتقلون لشتى انواع التعذيب الجسدي والنفسي والاعتداء الجنسي والحرمان من الماء والطعام والدواء والتعمد في اهمال الرعاية الصحية لتعريض المعتقلين الى الموت البطيء او الانتحار الذي انتشر بين صفوف السجناء القصّر او الموت من شدة التعذيب ، اضافة الى الاعدامات خارج نطاق القضاء وباجراءات سريعة وتعسفية مع عدم توفير المحاكمات النزيهة العادلة.
واخيرا علينا ان لا نغفل عن اخطر ملف يعاني منه العراقيون وهو ملف الاغتيالات والتصفية الجسدية التي تطال كل من ينتقد فساد وارهاب احزاب وميليشيات ايران في سياسة ممنهجة لتكميم افواه الصحفيين والناشطين حيث تجاوز عدد الشهداء من الصحفيين والإعلاميين منذ عام 2005 والى يومنا هذا 300 صحفي واعلامي اما شهداء انتفاضة تشرين الذين خرجوا مطالبين الدولة باصلاحات حكومية حقيقية ومحاكمة الفاسدين وانهاء النفوذ الإيراني في العراق وابعاد سلطة المرجعيات الدينية عن شؤون الدولة والقرار السياسي في العراق تجاوز ال1000 شهيد اضافة الى اكثر من 35 الف معوق باعاقات دائمة.
سيداتي سادتي , أضع بين أيديكم هذه الحقائق وأنا كلي رجاء ان يقوم المجتمع الدولي بدوره المسؤول في انهاء معاناة العراقيين السلام عليكم.
ونظراً لضيق الوقت اكتفي بهذا القدر من الحديث تاركة بقية الكلمة لدى الهيئة المنظمة للندوة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.