لم ينفك العدو الصهيوني من إرتكابه جرائم إرهابية عمد بحق شعبنا العربي الفلسطيني في أرضه المحتلة، وإن جريمة قتل الإعلامية العربية شيرين لم تكن الأخيرة في مسلسل جرائمه، فالإرهاب الصهيوني سمة من سماته ترويع الشعب الفلسطيني وظاهرة مرتبطة به، سلوكاً وعقيدة إذ أخذ مديات واسعة وأنماط متعددة لها مخاطر كبيرة ليس علىٰ مستوى شعب وأرض فلسطين وإنما علىٰ المنطقة العربية، لإثارة الرعب والفزع وتهديد الأمن القومي العربي بأفكاره وسلوكياته ومعتقداته العدوانية المتأصلة به، فالإرهاب الذي يمارسه العدو الصهيوني يتسم بخلق حالة من الخوف وإشاعة القتل والتدمير، وهو عمل لاإنساني وغير مشروع ومخالف للقيم الإنسانية والقانونية،….. وإن ماقامت به الشهيدة شيرين ما هو إلا لتغطية عملية إقتحام مخيم جنين من قبل قوات العدو الصهيوني، وهو عمل مهني إعلامي كون الإعلامي من أحد مهامه نقل الأحداث كحالة أخبارية لمعرفة ما يجري ، وهذا من حقوق الإعلاميين لممارسة عملهم بكل حريةدون وضع عراقيل أمامهم و مساهمة للتعرف بقضايا الأحداث ومشاكل العصر والتطلعات في العالم لنشر الوعي، يقول المفكر الأوربي ( ميل) إننا إذا أسكتنا صوتاً فربما نكون قد أسكتنا الحقيقة،….. إذاً لابد أن نسمع الأصوات و على هذا الأساس ضرورة ضمانة سلامة العاملين في مؤسسات الإعلام، وكما نصت علىٰ ذلك قرارات الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية ومنظمة حقوق الإنسان الأمريكية وإعلان أوربا الشرقية وإعلان صوفيا ودبلين علىٰ حماية الإعلامين من الإستهداف، وفي هذا المجال يؤكد الإعلامي الأمريكي ( جون دبليو جونسن) في كتابه دور وسائل الإعلام الحرة تتمتع وسائل الإعلام علىٰ إختيار حقها في ممارسة حرية الكلام وحرية الصحافة، وذلك من خلال تحدي أي محاولة لتقيد تغطيتها للأخبار السياسية و الإجتماعية، إلا أن ما يؤسف إليه أن هذه الحماية جزئية أو إنتقائية وكما يجري في فلسطين المحتلة، إذ نفذ العدو الصهيوني جريمة قتل عمدية بكامل أركانها للإعلامية شيرين، وهذا ما يشير إلى عدم إحترامه للقوانين والتشريعات العالمية والإنسانية وإرتكابه جريمة إرهابية، الأمر الذي يتطلب مسائلة قانونية لكل من قام بهذا العمل الإرهابي أو أمر بتنفيذه، وعلىٰ المنظمات الدولية والإنسانية و الإعلامية القيام بدورها للمطالبة بمحاسبة العدوان الصهيوني علىٰ جريمته المثبته بالدلائل، وبعكس ذلك فإن العدو الصهيوني سيستمر بإرتكابه الجرائم، كسياسة تعتمد الإرهاب لدولة عنصرية ضد الإنسانية، يقول المفكر في الفلسفة والسياسة ( جاك دو ينكوت) أن الإعلام كل شيء في مجالات السياسة والإقتصاد يبدو مرتبطاً بهذه القوة التأثيرية، رحم الله الإعلامية الشهيدة شيرين أبو عاقلة
المركز الأوربي العراقي للصحافة
European Center Iraqi for Journalism