المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ودور السيدة مريم رجوي: صوت الشعب في مواجهة الاستبداد د. راهب صالح حقوقي وباحث في الشأن الإيراني

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ودور السيدة مريم رجوي: صوت الشعب في مواجهة الاستبداد
يُعد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أبرز كيان سياسي معارض لنظام الجمهورية الإسلامية وقد أسّس قاعدة شعبية وسياسية داخل إيران وخارجها لا سيما بين الجاليات الإيرانية في المنفى ومنذ تأسيسه عام 1981 لعب دورًا محوريًا في فضح الانتهاكات التي يرتكبها النظام والدعوة إلى إقامة نظام ديمقراطي بديل يقوم على الحرية والمساواة وفصل الدين عن الدولة
في قلب هذا الحراك تقف السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس كرمز للمقاومة السياسية في وجه نظام ولاية الفقيه ومن خلال خطابها المتزن قدمت رجوي للعالم صورة حقيقية عن الشعب الإيراني المتعطش للحرية والكرامة والمناهض لكل أشكال الاستبداد سواء كان ملكيًا أو دينيًا
“حان الآن وقت رحيل خامنئي” هكذا عبّرت مريم رجوي عن لحظة مفصلية في تاريخ إيران مؤكدة أن الشعب الإيراني يرحب بانتهاء الحرب ويطالب بالسلام والحرية وقالت إن خامنئي مسؤول عن مشروع معادٍ للوطن كلّف الشعب الإيراني إلى جانب الأرواح ما لا يقل عن تريليوني دولار والنتيجة كانت الفشل والدمار
رجوي لا تدعو إلى الحرب أو المساومة بل تطرح ما تسميه بـ”الحل الثالث” لا للمساومة لا للحرب نعم لإسقاط الديكتاتورية الدينية على يد الشعب والمقاومة الإيرانية وهي بذلك تقدم طريقًا ثالثًا يقوم على الإرادة الشعبية والتنظيم السياسي الراسخ دون تدخل خارجي أو اعتماد على القوى الأجنبية
رؤية المجلس الوطني للمقاومة تقوم على بناء جمهورية ديمقراطية غير نووية تقوم على فصل الدين عن الدولة وتكفل المساواة بين المرأة والرجل وفي خطابها أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ دعت رجوي الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه إلى الاعتراف رسميًا بنضال الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام وتحقيق إيران حرة كما دعت إلى الاعتراف بشرعية نضال شباب الانتفاضة ضد قوات القمع وعلى رأسها قوات الحرس الثوري
وأكدت رجوي أن الحل الوحيد للأزمة الإيرانية هو إسقاط النظام وتغييره على يد الشعب والمقاومة مشددة على وجود بديل جاهز يملك برنامجًا واضحًا وسجلًا نضاليًا طويلًا وهو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي يدخل عامه الرابع والأربعين وقالت بوضوح لا لنظام الشاه ولا لنظام الملالي لأن شعب إيران لا يقبل بأي شكل من أشكال الاستبداد بل يريد الحرية
وختمت مداخلتها في البرلمان الأوروبي برسالة واضحة إلى الأوروبيين “لا نريد مالًا ولا سلاحًا بل فقط نريد أن نُعامل كما تفعلون أنتم الأوروبيون أن نقاوم الفاشية – لكن من النوع الديني – وأن يتم الاعتراف بهذه المقاومة” ورغم أن هذا الحق لا يزال مسلوبًا فإن دعم البرلمانيين الأوروبيين وشخصيات سياسية وأكاديمية كبرى لهذا المطلب يعكس اتساع دائرة الاعتراف الدولي بشرعية المقاومة الإيرانية
اليوم وبينما يواصل النظام الإيراني قمعه في الداخل ومغامراته العسكرية في الخارج يبرز صوت المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كصوت بديل يعبر عن تطلعات الإيرانيين إلى دولة ديمقراطية مدنية الاعتراف بهذا الصوت هو واجب سياسي وأخلاقي تجاه شعب يستحق الحرية والسلام

د. راهب صالح
حقوقي وباحث في الشأن الإيراني