رد على خرافات خامنئي حين يتحول الوهم إلى عقيدة والهزيمة إلى نصر كاذب

رد على خرافات خامنئي حين يتحول الوهم إلى عقيدة والهزيمة إلى نصر كاذب

في مشهد عبثي جديد يخرج علينا المرشد الإيراني علي خامنئي بخطاب مشوّه للواقع يزعم فيه الانتصار في الحرب مع إسرائيل وكأنّ أنقاض طهران وحرائق منشآتها النووية وانهيار عملتها واقتصادها وتشتّت شبابها في المنافي والسجون هي مظاهر نصر مؤزر كما يدّعي

ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في رده على الخامنئي لم يكن مجرّد توبيخ بل كان هدمًا ممنهجًا لأكذوبة النظام الإيراني الذي يتاجر بشعارات المقاومة والممانعة بينما يضحي بالشعب الإيراني كوقود لهذه المسرحية الدموية المتكررة

خامنئي يتحدث عن انتصار فلينظر أولاً إلى خريطة بلاده
ثلاث منشآت نووية رئيسية تم محوها من الوجود
اقتصاد مشلول يتغذى على فتات العراق
شعب مسحوق تحت نير القمع والفساد والبطالة
جيل كامل فقد الإيمان بالوطن يحلم بالرحيل بدل الأمل

فأي نصرٍ هذا
هل النصر يُقاس بعدد الصواريخ التي فشلت أم بعدد الأبرياء الذين قُتلوا
هل يُقاس بحجم الخراب في غزة أم بعدد العواصم التي حولتموها إلى أنقاض
هل الانتصار هو إذلال شعوب المنطقة تحت راية ميليشيات طائفية فقدت أخلاقها وقرارها
أم بدفع المنطقة نحو حرب لا تبقي ولا تذر

ترامب وبعيدًا عن الاختلافات السياسية معه فضح حقيقة يحاول خامنئي طمسها
حين استنجد بالنظام القطري للتوسط ووقف الضربات الغربية التي كانت قاب قوسين أو أدنى من تحويل طهران إلى أثرٍ بعد عين ظهرت هشاشة النظام وتعرّى المرشد الأعلى الذي لم يكن يقود معركة بل يقود شعبه نحو الانتحار العقائدي باسم أوهام الثورة

الإيرانيون ليسوا أغبياء والعالم لم يعد مخدوعًا
خامنئي لا يقود دولة بل يسوق أمةً نحو الهاوية
نظامه يتآكل من الداخل تحت وطأة الصراع بين الحرس الثوري والشعب وبين العقيدة الميتة وواقع الجوع والخوف والانهيار

الحقيقة التي كشفتها الحرب الأخيرة
إيران اليوم تُجلد بسياط الواقع
قادة وعلماء يُغتالون في عقر دارهم من دون رد
ميليشيات ولائية فرت من المواجهة وانهار خطابها الكاذب
الاقتصاد الإيراني أُفرغ لصالح ميليشيات في العراق ولبنان وسوريا واليمن
الأجهزة الأمنية والثورية مخترقة حتى النخاع وصارت عيون الموساد في قلب القرار

الحرب في لبنان وسوريا والعراق كشفت
أن إيران ليست حليفًا بل عبئًا
أن الحرس الثوري كيان هشّ يحمي نفسه لا أحدًا غيره
أن الميليشيات الولائية لم تُبنَ لتحرير أحد بل لتُستخدم كورقة مساومة سياسية
وأن هذه الميليشيات ما هي إلا أدوات موت فاقدة للقرار تساق إلى الهلاك تحت راية الثأر المقدّس

لقد سقط النظام الإيراني يوم سقطت هيبته
وسقطت معه كذبة النصر التي يروّجها خامنئي
فلا شعب يؤمن ولا حلفاء يثقون ولا أعداء يخشون

اليوم إيران ليست مشروع ثورة بل مشروع نجاة ذاتي
تحمي بقاءها بسفك دماء غيرها وتبرر فشلها بشعارات كاذبة

وإذا كان التاريخ لا يرحم فإنّ ساعة الحساب تقترب
والشعوب مهما تأخر الوقت لا تُخدع إلى الأبد

القادم العراق
فأوراق اللعبة الإيرانية تتساقط واحدة تلو الأخرى
والمنطقة تتهيأ لفجرٍ جديد لا مكان فيه للطغاة

د. راهب صالح
حقوقي وباحث في الشأن الإيراني