خامنئي… الجنون المقدّس ونهاية الدولة بقلم: د. راهب صالح الخليفاوي حقوقي وباحث في الشأن الايراني


خامنئي… الجنون المقدّس ونهاية الدولة

بقلم: د. راهب صالح الخليفاوي
حقوقي وباحث في الشأن الإيراني

لا يمكن توصيف نظام الملالي الذي يقوده علي خامنئي منذ أكثر من ثلاثة عقود إلا بأنه نظام معتوه تقوده عقلية أمنية طائفية متحجرة حولت إيران إلى مركز لتصدير الإرهاب وإثارة الفوضى داخل وخارج حدودها في ظل قمع داخلي دموي لا يعرف الرحمة

في 10 يوليو 2025 فقط يمكن لأي مراقب أن يدرك بوضوح حجم الجنون الذي يطبع قرارات وسلوكيات هذا النظام من خلال سلسلة من التطورات الخطيرة

مظاهرات واسعة لأنصار المقاومة الإيرانية أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل ترفع شعار “الجمهورية الديمقراطية لإيران المستقبل” في تحدٍّ واضح لحكم الملالي وتعبير صارخ عن رفض الداخل والخارج لبقاء هذا النظام

محاولة اغتيال فاشلة استهدفت “فيدال كوادراس” النائب السابق في البرلمان الأوروبي والتي كشفت عنها المحكمة الوطنية الإسبانية وأكدت أن العملية تحمل طابعًا سياسيًا انتقاميًا إيرانيًا بامتياز محاولة الاغتيال هذه تفضح مدى تغلغل الإرهاب في عقلية النظام واستعداده لاستخدام العنف في قلب أوروبا ضد خصومه السياسيين

تقرير صادم لمنظمة العفو الدولية يشير إلى استخدام خامنئي لممثليه السياسيين في تنفيذ عمليات خطف واغتيال خارج الحدود واستهداف مباشر للمعارضين السلميين كما حصل مع “ماي ساتو” وهو ما يؤكد الطابع المافيوي للنظام

فضيحة تهريب جماعي لعناصر من فيلق القدس إلى أوروبا تحت غطاء اللجوء الأفغاني تكشف حجم التلاعب الإيراني بملف الهجرة واستخدامه كممر لتصدير الإرهاب

عودة آلاف الإيرانيين من دول الجوار خلال أسبوع واحد فقط وهو ما يشير إلى تصاعد حملة القمع والاختطاف داخليًا كما يُرجح أنه نتيجة للتهديدات التي أطلقتها الأجهزة الأمنية الإيرانية بحق معارضي الخارج

تقرير أمني بريطاني يشير إلى أن إيران قد نفذت ما لا يقل عن 15 محاولة قتل و150 تهديدًا جسيمًا منذ عام 2022 ضد نشطاء ومعارضين في الخارج في “نموذج إجرامي كبير” ترعاه الدولة رسمياً

تهديد مباشر من أحد نواب البرلمان الإيراني باغتيال معارضي النظام وهو إعلان رسمي أن النظام لا يعترف بأي قانون أو أخلاق أو ميثاق دولي

أحكام قمعية تصل إلى 27 سنة سجناً ضد متظاهرين سلميين بينهم طلاب ومثقفون بتهم واهية تعكس نهج النظام في سحق كل صوت معارض

في سياق الهوس النووي والعداء المتزايد تؤكد التقارير قيام طهران بتخصيب اليورانيوم بنسب غير مسبوقة ورفضها التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تحدٍ سافر للشرعية الدولية

دعم استخباراتي إيراني واضح لحركات متطرفة وأذرع إرهابية في دول عربية وخصوصًا العراق وسوريا ولبنان واليمن وهو ما عبّرت عنه تصريحات مسؤولين فرنسيين بشأن حيازة الحرس الثوري لمخازن أسلحة على الأراضي الأوروبية

أخيرًا يواصل النظام تهديداته بإشعال حرب إقليمية إذا شعر بخطر يهدد وجوده حيث أطلق المتحدث باسم الأمن القومي الإيراني تصريحًا ناريًا يحذر فيه إسرائيل والولايات المتحدة من أي ضربة استباقية مهددًا بتحويل المنطقة إلى جحيم

نظام خامنئي اليوم لم يعد دولة بل تحول إلى كيان إرهابي عابر للحدود يستخدم أدوات الدولة في القتل والتصفية والخطف والابتزاز النووي إنه نظام يعيش حالة من الهذيان والذعر يسير نحو السقوط الحتمي مدفوعًا بجنون العظمة والخوف من الحقيقة

لكن الحقيقة قادمة والمقاومة تتسع والعدالة ستدق أبواب طهران مهما طال الزمن
إيران المستقبل لن تكون مملكة للرعب بل جمهورية للحرية والديمقراطية كما يهتف بها أحرارها اليوم أمام برلمان أوروبا