البديل السياسي لنظام الملالي: ستة عقود من النضال والتضحية

البديل السياسي لنظام الملالي: ستة عقود من النضال والتضحية

على مدى أكثر من ستين عامًا خاض الشعب الإيراني وقواه المناضلة مسيرة طويلة من المقاومة والتضحية في مواجهة أعتى نظام قمعي عرفته المنطقة نظام ولاية الفقيه المتهالك نظام قام على الاستبداد باسم الدين وحوّل الدولة إلى أداة قمع وإرهاب داخلي وخارجي فلم يتردد في إعدام عشرات الآلاف من المعارضين وتعذيب السجناء السياسيين وإقصاء كل صوت حر يطالب بالحرية والعدالة

لقد دفع الإيرانيون أثمانًا باهظة في سبيل حريتهم فمنذ انتفاضات الثمانينات إلى انتفاضات 2009 و2018 و2019 وصولًا إلى انتفاضات 2022 أثبتت دماء الشهداء أن هذا الشعب لم ولن يستسلم ومع كل جولة من القمع الوحشي والإعدامات الجماعية تزداد القناعة بأن هذا النظام لا يمكن إصلاحه من الداخل وأن البديل الحقيقي له هو في قوى المقاومة المنظمة التي تحمل مشروعًا ديمقراطيًا واضحًا لمستقبل إيران

إن البديل السياسي لنظام الملالي ليس شعارًا عاطفيًا بل حقيقة تجسّدها المقاومة الإيرانية بقيادة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية التي رفعت منذ عقود شعار إيران حرة ديمقراطية بلا سلاح نووي وبلا استبداد ديني هذا المشروع لا يقتصر على إسقاط النظام بل يطرح رؤية متكاملة لدولة مدنية تقوم على

الفصل بين الدين والدولة

ضمان الحريات الأساسية وحقوق الإنسان

إلغاء عقوبة الإعدام

المساواة بين الرجل والمرأة

الاعتراف بحقوق القوميات والأقليات الدينية

إيران خالية من أسلحة الدمار الشامل

إن الأخبار الأخيرة كما ورد في موجز 28 أغسطس 2025 تكشف عجز النظام عن الخروج من مأزقه الدولي وفضيحة سعيه المستمر لامتلاك السلاح النووي رغم القرارات الأممية مقابل تصعيد داخلي عبر الإعدامات الجماعية من أصفهان إلى كرج وزاهدان وبندرعباس وهذه الجرائم ليست سوى امتداد لسياسة الفقيه الدموي الذي يخشى من أي بارقة حرية

ومع ذلك فإن رسالة عشرات الآلاف من الإيرانيين الذين سيتظاهرون في بروكسل يوم 6 سبتمبر 2025 واضحة العالم مطالب اليوم بالاعتراف بالبديل الديمقراطي المنظم للشعب الإيراني بدل الاكتفاء بالتصريحات الدبلوماسية أو التنديد اللفظي إن الدعم الدولي للمقاومة الإيرانية هو الضمانة الوحيدة لوقف الإعدامات وإنهاء البرنامج النووي العسكري وفتح الطريق أمام إيران جديدة تنتمي إلى أسرتها الدولية كدولة سلام وحرية

إن ستين عامًا من النضال والتضحيات الجسيمة وعشرات الآلاف من الشهداء الذين أعدمهم نظام الولي الفقيه تشكّل شهادة حيّة على أن إرادة الحرية أقوى من المقاصل وأن البديل السياسي ليس فقط موجودًا بل هو اليوم أقرب من أي وقت مضى.
د. راهب صالح
حقوقي عراقي وباحث في الشأن الايراني