كفى تجريفًا… العراق لا يُروَّض ولا يُهان…بقلم نوفل الحمداني

كفى تجريفًا… العراق لا يُروَّض ولا يُهان


✍️نوفل الحمداني

ها هو التجريف الوضعي يعود من جديد، بوجهٍ مغرور يظنّ أنه «ربّكم الأعلى»!
تابعتُ في الأيام الأخيرة تصاعد لهجة الاستعلاء والتكبّر من بعض أرباب فرعون وهامان الجدد، ممن امتلأت قلوبهم غرورًا، وبطونهم حراما وألسنتهم تطاولًا على القيم والدين، حتى ادنى مراتب البشر .

عادوا اليوم بطرحٍ مريض، يتحدث عن «*تجريف الطارمية*» وكأنها ليست من هذا الوطن!
من يتكلمون باسم ما يُسمّى «الأحزاب ومنظومتهم الفاسدة» — من ناشطين ومحللين وباحثين مأجورين — وجوههم مكشوفة، وأصواتهم مألوفة، ومعروفون بعناوينهم،
لكن الغريب أن أحدًا لم يوقفهم عند حدّهم.
وهنا كان الصمتُ أخطر من القول، لأن الصمت في مثل هذه المواقف قبولٌ مُبطَّن، وتواطؤٌ مفضوح.

أيها المتغطرسون، كفّوا عن زرع الفتنة والغرور في جسد العراق، فأنتم العاهة التي يريدها الحاقدون لتفكيك هذا البلد العظيم.
إنَّ من يحاول إخافة الناس أو إذلالهم لا يملك من القوة إلا لسانًا أجوف، ولا من الشرف إلا شعارًا زائفًا.

العراق أكبر من تسمياتكم وعناوينكم،
وأوسع من ضيق صدوركم، وأغلى من أن تعبثوا بوحدته.
من يمسّ الطارمية يمسّ بغداد، ومن يعبث ببغداد يعبث بالعراق كله، ومن يعبث بالعراق فليعلم أنه يلعب بالنار، ولن يسلم من عاقبتها.

السلاح المنفلت، والعصابات المأجورة، والفاسدون الذين باعوا وجرفوا الأرض بثمنٍ بخس — كلهم شركاء في الجريمة.
إنّ دم الشهيد صفاء المشهداني لم يذهب سدى؛ فقد وحّد الأحرار، وأشعل في النفوس شعلة الكرامة، وأصبح رمزًا لكل من قال «لا» للظلم والطغيان.

إن كنتم صادقين في حرصكم على ذكراه كما تدّعون، فابحثوا عن القتلة وقدّموهم للعدالة، وقدّموا الأمان لأهالي حزام بغداد الكرام.
أما من يصرّ على النفخ في نار الفتنة، فليتذكّر أن الأيام دُول،
وأن الله قادر على أن يجعلكم عبرةً كعادٍ وثمودَ ولوط.

دعوة المظلوم لا حجاب بينها وبين الله، فاحذروا الظلم إن كنتم تؤمنون بوجوده سبحانه وتعالى.

عاش العراق،
سلمت بغداد وأهلها،
وأعزّ الله الطارمية ومجتمعها
ورحم الله شهيدها وشهيد الوطن
المطالب بحوق المظلومين
*صفاء المشهداني*