نساء في الهاوية …. بقلم إنتصار الجنابي

نساء في الهاوية
…. بقلم إنتصار الجنابي
لو تحدثنا عن مشاكل النساء لوجدنا الكثير منها سواء من خلال الاطلاع على الدعاوى والقضايا في المحاكم الشرعية او الجنائية ، وحديثنا ينصب على مشاكل النساء في العراق بالتحديد .
من الجدير بالذكر ان لا نسميها مشاكل بل انا من وجهة نظري اطلق عليها تسمية تظلمات وذلك من خلال تتبعي لكل الاحداث التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي والتي اصبحت البعض منها ترند في السوشال ميديا .
لقد خرجت بنتيجة منطقية لا تقبل الشك ، والنتيجة هي ظلم المجتمع للمراة ، المجتمع العراقي والذي هو امتداد للمجتمع الشرقي .
انا هنا لا اقف محامي الدفاع عن المراة لانني إمراة بل انا هنا اتحدث عن واقع مرير تشهده الساحة العراقية وتعاني منه اغلب العوائل في البيوت العراقية .
ساسلط الضوء اولا على احدى المطلقات التي اضطرت ان تقدم دعوى خلع وتتنازل فيها عن جميع حقوقها الزوجية لان المحكمة تقف بجانب الرجل والقاضي لا يطلق المراة بل على العكس يقف ضدها مما يجعل المراة تضطر لرفع دعوى الخلع حتى لا تكون تحت حكم بيت الطاعة ، واي بيت طاعة ، إمراة تصرف على زوجها العاطل عن العمل وهذا المسكين هو الآخر جعلته ظروف العراق القاسية ان يكون عاطلا عن العمل ، رجل امي بلا شهادة مع دولة لا توفر مقومات العيش وفرص العمل ، دولة بلا مصانع ولا مزارع ورجل بلا شهادة دراسية طبعا نتيجته التسكع في الطرقات وبطالة ومشاكل وهموم ، ومن تحصد ثمار تلك الهموم طبعا المراة ، إمراة لديها ذهب ( سياكها ) او ( نيشانها ) كما يقولون في اللهجة العراقية الدارجة ، في هذه الحالة الرجل امامه مسؤولية وواجب دفع النفقة والمقدم والمؤخرة ، وهو لا يريد ان يدفعه للزوجة والمحكمة معه لانه عاطل عن العمل فتضطر الزوجة المسكينة بالتخلي عن مصوغاتها الذهبية والمقدم والمؤخر حتى تنال حريتها ،لانها كانت هي من تصرف والرجل متناسي واجباته الاسرية ، الحل هو الطلاق بسبب جبروت الرجل وطغيانه على المراة وبدلا من ان يصرف عليها ياخذ منها المال ويصرف على ملذاته فتكون النتيجة الطلاق بحكم الخلع .
عموما ليست هذه هي المشكلة الوحيدة التي تجر النساء في العراق إلى الهاوية بل هناك مشكلات اخرى تعاني منها المراة العراقية وكل ذلك بسبب البطالة والجوع والحرمان الاسري الذي سببه الاول والاخير هو تقاعس واهمال الدولة في حقوق الشعب واهمها هو تفير فرص العيش الكريم لابناء الشعب .
ناخذ مثال زينب بنت الديوانية ، انا هنا ايضا لا ادافع عن شخصها انا اصلا لا اتابع محتواها واعترف ان محتواها هابط فعلا ، لكن من اوصل زينب بنت الديوانية الى هذه الهاوية ، اليست لقمة العيش ؟ لولا حرمانها وجوعها وتخلي اهلها عن اطعامها واطعام اطفالها لما ظهرت على التيك توك وصنع محتواها الهابط ، لكن لو قارنا محتواها مع بقية الفانشنيسات وبلوكرات العراق فان زينب بنت الديوانية امامهن ملاك ، ماهو محتواها ، اكل بصل ، خبز صياح على اطفالها في بيت بني من البلوك ومسقف ب مادة ( السندوش ) ، اين المحتوى غير الاخلاقي من هذا كله ؟ محتواها هابط ومضحك لكن بسيط وفقير ومحزن ، ومن اوصلها إلى هذا الشيء طبعا قلة الحيلة والجوع .
انا برأي إذا ارادت الحكومة ان تحاسبها على المحتوى الهابط او اذا ارادوا اهلها ان يمنعونها من العمل في التيك توك عليهم وعلى الدولة ان توفر لها عيشة كريمة ولقمة طيبة بدون ذل وهوان .
الكل يضحك على اكلها وشربها وبيتها و محتواها وانا من الناس اضحك ايضا لكن في نفس الوقت احزن عليها وعلى كل إمراة عراقية سواء كانت حرة او غير حرة المهم إمراة عراقية ، احزن عليها وعلى كل نساء العراق اللواتي انجرفن الى الهاوية في ظروف نعلم منها القليل وظروف وراء الكواليس لا يعلم سرها إلا الله .