المجلس الوطني للمعارضة العراقية يصدر بيانا في ذكرى الاحتلال والعدوان الاثم على العراق في الذكرى التاسعة عشر 282 ذكرى الاحتلال

                                                                         بسم الله الرحمن الرحيم                                                العدد/282

(وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحْزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).

تسع عشرة سنة على المؤامرة الدولية لاحتلال العراق.

يستذكر العراقيون هذه الأيام الجريمة الإرهابية المنظمة لغزو العراق واحتلاله، وتحديدا في (التاسع من نيسان ٢٠٠٣)، أي بعد مرور تسع عشرة سنة من السنين العجاف المهلكة والجائحة في كل مفاصل الحياة ومجالاتها، ذلكم الاحتلال الذي قامت به دوائر وأدوات الصهيو صليبية الماسونية بقيادة أمريكا وبريطانيا والغرب، بالتنسيق والتفاهم مع إيران المجوس كان غزوا واحتلالا، تهاوت وتساقطت فيه كل القيم الأخلاقية والسلوكية والقانونية، وبرزت من خلاله كل قيم الخسة والدونية، كذبا وتضليلا وخداعا، وعبر تبريرات وذرائع ما انزل الله بها من سلطان، ومنها إدعاء تملكه لأسلحة الدمار الشامل، وله ارتباطات مع منظمات وتنظيمات إسلامية متطرفة.

العراق دولة محورية في الإقليم والمنطقة، وصاحبة أدوار فاعلة وناشطة في عمليات السلام العالمي والسلم المجتمعي، منذ استقلاله العام ١٩٢١، فضلا عن كونها دولة ذات سيادة ومن مؤسسي النظام الدولي/ الأمم المتحدة.

اُحتل العراق باستخدام التهديد والوعيد، والغش والتدليس، وخرق للقانون الدولي واستخدام الرشى والتفوق العسكري في ميزان التوازن ، فهم اليوم حياله مطلوبون للعدالة الدولية، احتاج المعتدون إلى تحشيد كل هذه القوى الغاشمة لثلاث وثلاثين دولة، لكي يقهروا بلدا كالعراق وبعد حصار دام أكثر من 12 سنة شمل حتى الغذاء والدواء وأقلام الرصاص ووفاة 450 ألف طفل عراقي نتيجة الحرمان من الدواء والغذاء ومفردات الحصار الغاشم ، هل كان هدف المعتدون يستحق هذا الجهد الدولي الغير مسبوق في التاريخ القديم والحديث ؟ هل الخسائر التي تكبدتها جميع الأطراف يوازي ما تحقق؟ ماذا كان المطلوب الكبير الذي صرف من أجله هذا العمل الإجرامي؟ اليوم ثبت للجميع، حتى لمن يعاني من ضعف عقلي أو بصري، أن أسلحة الدمار الشامل لم تكن سوى أكذوبة كبيرة اعترف مقترفوها صراحة أنها كانت خدعة، وإزالة نظام وطني وإحلال عصابات وحثالات تعيث في العراق سلبا ونهباً، حرقا وتدميرا، ومصادرة تامة لاستقلال وسيادة بلد هو من مؤسسي الأمم المتحدة، ويتباكون ظلما وتزويرا وكذباً على ما يحدث في أوكرانيا وأيديهم تقطر دماً مما فعلوه في العراق وأفغانستان وليبيا واليابان وفيتنام وأميركا اللاتينية، فهل هذا هو المطلوب؟ كلا فالأمر اكبر من ذلك بكثير حيث يدور في الواقع عن إحداث تغيرات جوهرية في خارطة الشرق الأوسط، واستبعاد قوى وإحلال قوى أخرى غريبة عن الشرق الأوسط، وهذا يفهم إذا وضعنا جميع العناصر في خارطة جدية : العراق ، سورية، لبنان، اليمن، البحرين، ومؤامرات ينوون تنفيذها في مصر والجزيرة العربية، فما يريدونه هو إحكام السيطرة الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية على المنطقة، وها هي ضروراتها تلح بإطلالة أزمة الطاقة في العالم وما يمكن أن تلعبه منطقة المشرق العربي، وأكثر من ذلك، الأمة العربية والإسلامية قوة سياسية واقتصادية واعدة بدرجة أنها ستتحول إلى قوة دولية عظمى تنافس وتتغلب على القوى الأخرى، لذلك صار تدميرها ضرورياً وعلى هداها تشكلت أبعاد المؤامرة .

هل نجحت المؤامرة رغم ما وفروا لها من قوى خيالية ودموية تفوق التصور.

كلا، بل فشلت فشلاً ذريعاً، فشلوا في كافة المواقع والساحات التي أشعلوا فيها نيران الفتنة والفشل الأوضح، أنهم أخفقوا في وضع نظام، وأن تصوراتهم كانت أعجز من أن تضع حدوداً ومرتسمات لنظام سياسي بديل، ناهيك عن التدمير المتواصل بلا هوادة، لبلد كان على وشك أن يغادر مرتبة البلدان النامية. هذه هي أبعاد المؤامرة ونتائجها، والزمن وحده كان أفضل من مزق ستائر الكذب والاحتيال والإجرام، وسقوط هذا المخطط سوف لن يحتاج للقوة بالقدر الذي استخدموه، بل إلى رفض الاحتلال شكلا وموضوعاً فعلاً ونتائج، فما نجم عن الباطل فهو باطل وزائل.

وما من شك فأن ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة لغزو العراق واحتلاله التي قضت على كل آمال وتطلعات العراقيين للعيش الرغيد في إطار من السيادة والحرية والسلم الأهلي المجتمعي، كان العكس تماما، قتل وتقتيل دمار وخراب تشريد وتهجير فساد وإفساد وسرقة للخيرات والممتلكات.

وهيئ الاحتلال لذلك إعلاما نشطا كاذبا مضللا وخادعا، وبكل الوسائل والطرائق وبالدعاية المشبوهة.

ولكن رغم مرور ما يقرب من عقدين من الزمن، وإذا كان العراقيون يستذكرون اليوم تلكم الجريمة والنكبة المحنة، بألم ومرارة وغصة وعنت، ألا أنهم وبما يملكون من تأريخ أولي العزم وأولي البأس وأهل الكرامة، لم يهنوا ولن يستسلموا ولا يستكينوا أو ينكفئوا، واستطاعوا إفشال اغلب مشاريع الاحتلال، وهزيمة الكثير من أهدافهم الكبرى للنيل من العراق العظيم، وكشف عورات ذيولهم وصبيانهم وتحجيمهم وتهميشهم وجعلهم يعيشون في دوامة السقوط والفشل والخسران والحيرة والندامة.

ولقد تيقن المحتلون وأزلامهم من خونة الوطن، أن أحرار العراق وأبراره وشرفاءه، عقدوا العزم على استعادة بلدهم وتحريره تحريرا شاملا، والتصدي لكل مشاريع الترقيع وانتهاج منهجية التحرير والإنقاذ والخلاص.

ونذكر هنا (في هذه السانحة) ونضرب مثلا لصمود العراقيين وجهادهم ونضالهم المقاوم وكيلا ننسى معركة الفلوجة الأولى والثانية وانتفاضة الاعتصامات في المحافظات وفي بغداد وحزامها ثم الثورة التشرينية الباسلة المتصلة والمتواصلة رغم أساليب القمع والإرهاب للمحكومين في الخضراء.

إن المجلس الوطني للمعارضة العراقية، ومنذ انطلاق تأسيسه، كان وما زال يسعى إلى تبني مشروع تحرير العراق وخلاصه، بمناشط وسبل عملية مشروعة ومتنوعة، والى صنع مشروع وطني عراقي وحدوي، يضم كل القوى والفصائل العراقية المناهضة للاحتلال والرافضة للعملية السياسية، يتم من خلاله صنع نظام سياسي جبهوي مستقل يتساوى فيه العراقيون بكل تكويناتهم بعيدا عن التوجه الطائفي والعرقي والتخندق السياسي المنغلق، مشروع وطني يحافظ على ثوابت الإسلام والعروبة يرونه بعيداً ونراه قريباً والعاقبة للمتقين.

 

                                                                                                                           

                                                                                                                             المجلس الوطني للمعارضة العراقية

11رمضان 1443هجرية -12/4/2022 ميلادية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *