حول حادثة طعن سلمان رشدي ضرغام الدباغ

حول حادثة طعن سلمان رشدي

لحظة وقوع حادثة الطعن

لحظة وقوع حادثة الطعن

 إذا كنا نرسل لكل من شتم الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم فدائياً ليقتله، فهذا قرار لا يتخذه عقلاء حكماء، لأنه ببساطة سيزيد النقمة والعداء والكراهية، وأساساً دور النشر والمجلات، وبعض المجلات والصحف والمخرجين، يبحثون عن الشهرة، وإعلام يريد الانتشار بهذه الوسيلة.

ثم أن الشتيمة والإساءة ليست ثقافة تستحق التعميم، ولو بداعي حرية الرأي، والصحافة المنحطة لا تهمها الأخلاق، فأنا شخصياً شاهدت صوراً تفيد بأن السيد المسيح عليه السلام كان لوطياً أو دجالاً مشعوذاً، حاشاه، وهؤلاء الناس وصلوا درجات بالغة من الانحطاط لا يفيد معهم طعن أو أياً من أساليب العنف.
على العقلاء من أهل الدعاية والنشر أن يبتكروا أسلوباً آخر للتعامل مع هؤلاء، وأنا أقترح تجاهلهم التام وحتى عدم الإشارة لهم، وأنا أشاهد وأقرأ أن بعضنا بدافع الغيرة يزيد بالاساءة من خلال إعادة نشر الخبر أو الصورة أو الشتيمة.. تجاهل المسيء واحتقاره هو أفضل رد مؤدب له.
بالتأكيد يتحمل الجاني جزءاً من المسؤولية، ربما الجزء الأكبر، ولكن فكروا معي، أليس المجتمع الأميركي لم يحسن تربية هذا الشاب، فهو لم يعش في مجتمع مسالم، بل مجتمع فيه ثقافة الثأر والانتقام وعقلية العصابة، وخوض الحروب ودفع دول وشعوب أخرى للحروب، هو يعيش في مجتمع حربي عدواني 100% ، لنضرب صفحاً عن هذه الحادثة، ألا يشهد المجتمع الأميركي باستمرار ظاهرة القتل العشوائي (Amok) شبان في مقتبل العمر يقتلون بأسلحة حديثة زملاء لهم.. ليس هناك شيء اعتيادي أكثر من القتل وثقافة الكراهية، أنا لا أؤيد ما فعله هادي رضا، ولكن بتحليل الجاني وثقافته وبيئته نتوصل أن الثأر والانتقام أمر طبيعي.
قبل أيام طلبت حكومة الولايات المتحدة رسميا من جميع الدول السماح بالمواكب الحسينية وأعمال اللطم والضرب بالسيوف والسكاكين والسلاسل كما في الشوارع الأميركية علناً وهي تشجع عليها.. هل تشجع أميركا يوما قضايا ثقافية إنسانية؟
كلا.. هي تشجع القتلة وتجد لهم الأعذار … وما فعله هادي رضا هو نتيجة حتمية لتلك الثقافة الرجعية.
ثم السيد سلمان رشدي نفسه، يكتب كتاباً يضمنه شتائم وإساءات كثيرة فعلها عامداً متعمداً في بلد يشيع مثل هذه الظواهر لأسباب لا علاقة لها بالحضارة والتحضر أو الثقافة أو حرية الرأي، بل طمعاً بالمال الذي جنى منه الكثير وهو يعلم أن في هذه إساءة بالغة لرموز مقدسة لمليارات البشر.. ولكن الطمع في المال أعمى بصيرته، وكتابه لم يكن نقداً علمياً للنظرية السياسية في الإسلام، ولا للنظرية الاقتصادية، الإسلامية فما أنطوى عليه عمله السيئ هو الإساءة فقط. ترى ماذا كان يفكر، عدا عن شراء فيلا فاخرة وسيارة فخمة، ورصيد ضخم في البنوك وحل مشكلاته المالية، ترى ماذا كان يتوقع؟
من المؤكد أن الجميع سيغضبون لهذه الإساءة التي لا معنى ولا هدف لها سوى الإهانة، والكثير ممن سيغضبون (وهم منتشرون في جميع قارات العالم) سيسيطرون على غضبهم، وآخرون سيتجاهلون الأمر كذبابة نفايات أزعجتهم لثوان، ولكن بالمقابل هناك من المليارات من سيسيء له الأمر ويغضبه ويعتبرها إهانة وجهت لأقدس مقدساته، وقد ينفجر غضبه بهذا الأسلوب أو ذاك.. وهادي رضا لم يتربى في مجتمع مثالي لينجو من  آثار الفاشية والعنصرية الحقيرة والتعصب الديني والكراهية والانتقام.. أين الغرابة أيها السادة؟
هذه مناسبة ليراجع التربويون والعلماء في الولايات المتحدة الأمر، شاب ولد وتربى ودرس في مدارس أميركية يرتكب جريمة من هذا النوع.. دوافعها نفسية/ اجتماعية تستحق الدراسة، وردود فعل رزينة لا صيحات انتقام.
من يقيم مهرجان للقتل في أكثر من مكان في العالم لماذا يفاجئه ما فعل هادي رضا؟
من يجند المرتزقة ويرسلهم إلى أرجاء العالم ليقتلوا ويغتالوا وينسفوا لماذا يدهشه ما فعل هادي رضا؟
من يزرع رامبو يحصد هادي رضا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *