الفساد والانتهاكات في العراق شملت مناحي الحياة كلها ولكنها في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي كان أفجع وأشد السبب الرئيسي هو تدخل الميليشيات وأحزاب السلطة الدينية في تسيير العملية التعليمية وفرض العطل الدينية الطائفية بما يزيد على ثلاثة أشهر من السنة الأكاديمية واغتيال الكفاءات العلمية التي لا تستجيب للشروط المفروضة
وبالإضافة الى ان الفساد المنتشر في مفاصل الدولة كلها ينسحب على وزارة التعليم العالي التي تخلت عن دورها التخطيطي والرقابي وسمحت لجهات غير تخصصية خارج الوزارة بإجراء معادلة الشهادات حتى لو كانت مزورة.
ظاهرة تزوير الشهادات، هي من الأخطار الكبيرة التي تواجه المجتمع العراقي ليس فقط على مستوى التعليم وانما انتشرت لتشمل مناحي الحياة كلها وتعددت صورها وأشكالها ووصلت إلى درجة أن تمارس الغش والتزوير كتل سياسية وأحزاب لتحقيق انتصار ما في حملة انتخابية أو إيصال مرشح ما لعضوية مجلس محلي أو برلمان.
و اخيرا هل أدركنا الآن حجم الكارثة في هذا القطاع الذي يعتمد عليه نهوض البلد وتطوره و الذي سمح للمليشيات والاحزاب الفاسدة في التدخل بقطاعها؟
نضال الجنابي
اعلامية وباحثة مختصة بملف وضع العراق في مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الانسان المركز الاقليمي للشرق الاوسط