( أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) (( العراق…المشكلة …والحل)) اللواء الركن فيصل الدليمي رئيس منظمة عين للتوثيق والعدالة

 بسم الله الرحمن الرحيم

( أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا  ما بأنفسهم )

    

   ((  العراق…المشكلة …والحل))

اللواء الركن فيصل الدليمي

رئيس منظمة عين للتوثيق والعدالة

٠١ أن أية أمة تريد أن تنهض من كبوتها لابد عليها ان تستذكر التاريخ وتستخلص منه القيم والمباديء والدروس والعبر والسنن في حاظرها المؤلم لكي تستشرف المستقبل وخاصه وأن تاريخ أمتنا الذي تمتد جذوره الى آلاف السنين في عمق التاريخ مليء بالقصص والشواهد التي ينبغي ان نستفاد منها ولا ننسى استذكار تاريخ وقصص الشعوب الأخرى ونأخذ من دستورنا العظيم القران الحكيم وسنة رسولة الكريم الدروس والعبر لذلك الله تعالى قص على نبيه ورسولة محمد ( ص) احسن القصص في قوله تعالى ( نحن نقص عليك احسن القصص بما أوحينا إليك هذا الكتاب وأن كنت من قبلة لمن الغافلين ) لأجل ان يأخذ رسولنا الكريم منها الدروس والعبر في مشروعه العظيم لأنقاذ الأمة مما هي فيه لذلك تبرز أهمية التاريخ للشعوب المناضلة والمتدافعة لصنع تاريخها ومجدها بيدها والشعب مصدر السلطات واذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر

٠٢ لقد استهدف التحالف الدولي المعادي عند غزوه واحتلاله الغاشم للعراق النسيج الاجتماعي والعقائدي للشعب العراقي وعمدت الى تهشيم المنظومة القيمية المتمثلة بالعادات والتقاليد الحميدة الراسخة منذ آلاف السنين فقد تهشم كل شيء في بلدي وأخطرها تهشم فية الانسان الذي فقد قيمه وإنسانيته ومبادئه وكل شيء حتى دينه فأصبح يكذب ويسوغ كذبه ويراوغ ويسرق ويقتل ويغتصب ويعذب ويخطف ولا يعرف معنى الإنسانية  يحقد يكره يحسد ويفعل كل ما هو فاسد ومعيب لقد تشوة الانسان في بلدي ونحن بين هذا وذاك وبين الشر والخير وبين الخطيئة والصواب بين الكراهية والحب ونحن بين هذه التناقضات التي لم يألفها الشعب العراقي العظيم وتاريخة المجيد وعلية ماذا نحن فاعلين الى أين نحن متجهين الى أين نتجه وكل شيء من حولنا فاسد ومشوه الا ما رحم ربي والأكثرية اليوم تتجه نحو ما هو مادي ويتركون ما هو معنوي واعتباري ينسون عمل الخير الذي قدمه لهم المجتمع ينسون ما فعله المجتمع من اجلهم وينسون الرعاية الأبوية والأخوية أمام مغريات الحياة الماديه التافهه يا لهذه الحيرة ويا للهول هذه المأساة الشنيعة التي نعيشها واين المخرج من هذه المعادلات المقيتة تصوروا ان هناك من البعض من يشجع على الانحراف ويقولون انحرفوا وإلا ستموتون من الجوع هل وصل الأمر بنا الى ان نختار الانحراف حتى نعيش ام المطلوب ان نتمسك بالمباديء والقيم العليا لندحض الانحراف والتضليل والكذب ونعمل بكل جهد من اجل بناء جيل يتمسك بالمباديء والقيم العليا هل اصبحت الامور هكذا ما هذا الذي نعيشه ونسمعه ونعاني منه كل يوم من الذين يحيطون بنا ما هذا الجنون وما هذا الانحراف وما هذا الفلتان هل اصبح كل شيء بالمقلوب وهل يأتي اليوم على بلدنا اصبح المقلوب صحيحا والصحيح مقلوبا نعم انه زمن أزمة الأخلاق في بلدي واذا غابت الأخلاق ذهبت الأمم ( إنما الأمم بأخلاقها ان ذهبت اخلاقهم ذهبوا) اليس الله تعالى وصف رسوله محمد (ص) وصفا واحداً لذات رسوله الكريم بقوله ( وأنك لعلى خلق عظيم) كيف تتطورت وتقدمت وازدهرت دول الغرب المدنيه اليس بالأخلاق لذلك ليس بينهم من هم السراق والمزورين والإرهابيين والقتله والمغتصبين والظالمين والمنافقين والكذابين وأصبحنا لهذه الدول تابعين لذلك اذا ما تمسكنا بالمباديء والقيم العليا التي تربينا عليها طيلة قرون من الزمن برغم عاتيات وعاديات الزمن الا ان الصمود برغم الثمن الباهض الذي يكلفنا ذلك الصمود من وضع نفسي وصحي ومادي وجهد الا انه سينتصر بالنهاية وهذا سنة الله وقدرة وإرادته في عبادة الصابرين الصامدين المحتسبين وبشر الصابرين وعلية ان هذا الصمود والتدافع لا نجدة الا عند الرجال المؤمنين الصادقين مع الله ومع أنفسهم والمجتمع والثابتين على الايمان ولا تهزهم المحن والشدائد بل تزيدهم ايمانا بالله والعقيدة والوطن والشعب وهذا النوع من الرجال هم الذين يتخلون عن كل شيء معيب وعن حفنه من الماديات الحقيرة الزائفة والزائله ويبيعون بها اوطانهم من اجل رغباتهم الرخيصه التافهه

٠٣ وهاهم اليوم شباب العراق بثورتهم وانتفاضتهم الوطنية السلمية ينهضون من جديد ليغيروا ما افسده أعداء العراق في الداخل والخارج وبذلك شبابنا اليوم سيعيدوا إعمار ما دمره الأشرار ويعيدوا كتابة تاريخ العراق من جديد وهذا ما يريده الله لعبادة المؤمنين ويجب ان نضع نصب اعيننا أوامر الله لعبادة ونسير العمل وفق ما يحبه ويرضاه الله تعالى اليس الله تعالى هو القائل  ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) إذن التدافع هو جوهر الخلاص من الظلم والظلام ثم اليس الله تعالى هو القائل ( أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وهل الله تعالى مكن لرسوله سيدنا محمد النجاح في مشروعه الرسالي الإسلامي بدون تدافع وصبر وتحدي ومطاولة وصدق الله حيث قال ( وليس للإنسان الا ما سعى وأن سعيه سوف يرى) لذلك اليوم شباب العراق الثائر بثورته السلمية خرج من بين المعاناة والأطلال ليلبي امر الله ( أنهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى ) لذلك شباب العراق اليوم يحملون معهم كل ما يملكون من ارث حضاري عميق الجذور ويقفون بكل شجاعة وأباء بالرغم من التضحيات الجسام ليطالبوا بحقوقهم سلميا ويطالبون بالعودة الى وطنهم العراق المسلوب ليعيدوه الى عاداتة وتقاليده وكل منظومة قيمة الماديه والمعنوية من اجل مستقبل زاهر جديد ويعيدوا التاريخ المشرق المشرف المجيد من جديد في عراقنا العزيز ونطوي صفحة الزمن الرديء الدخيل من خلال دعم وإسناد ثورة الشباب السلميين التي كفلها شرع الله وسنة رسوله وكل دساتير وقوانين العالم وأقول لشبابنا الثائرين سلميا سيروا وعين الله ترعاكم والله معكم وسينجلي الليل الطويل الى صبحا جديد والله ولي التوفيق والنجاح تحياتي

Snap 2020.04.29 23h16m57s 021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *