بيان المجلس الوطني للمعارضة العراقية في الذكرى العشرون لجريمة الغزو الانكلو أمريكي للعراق

بيان المجلس الوطني للمعارضة العراقية في الذكرى العشرون لجريمة الغزو الانكلو أمريكي للعراق

 
 

بسم الله الرحمن الرحيم

العدد/530
( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ فِى ٱلْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَٰرِثِينَ ) .

 

تمر علينا في هذه الأيام الذكرى العشرين لجريمة الغزو والاحتلال الانگلو امريكي للعراق ذو السيادة والريادة ، حيث بدأ العدوان والعمليات القتالية بزعامة مجرمي الحرب الرئيس الأمريكي بوش الابن ورئيس وزراء المملكة المتحدة بريطانيا توني بلير ، ومن دون تفويض أممي أو دولي وبذرائع واتهامات ثبتت الوقائع زيفها وكذبها وعدم صلتها بالحقائق ولا بالقانون الدولي وقواعد مجلس الأمن ، فضلاً عن عدم صلتها بالشرع .
فالعراق لم يمتلك أسلحة دمار شامل ( حسب آراء كثير من المفتشين الدوليين )كما سوقت لذلك الادارتين الأمريكية والبريطانية ، من أجل إيجاد ذريعة لغزو واحتلال العراق ، فالغزو والاحتلال الذي وقع يُعد جريمة تأريخية بعمد و بسبق إصرار وبتخطيط مسبق ودراية تامة بحق شعب وبلد مستقل وآمن ، قادت إلى تداعيات كارثية وإنسانية تتحمل فيها تلك الادارتين المسؤولية القانونية والأخلاقية .
لقد بدأ العدوان وإعلان الهجوم والحرب في ٢٠ أذار من عام ٢٠٠٣ م لتستمر معركة عنيفة وغير متكافئة لمدة عشرين يوما حشدت لها أمريكيا أكثر من ٤٣ جيشاً لدول كبيرة وصغيرة ودعم لوجستي ومادي لعدد من دول اخرى ليتمكن هذا التحالف العدواني بزعامة أمريكيا أن يحتل بغداد في ٩ نيسان ٢٠٠٣ ، وان يُدخل كل الساقطين والفاسدين فيها ليعيثوا فسادا وتدميرا للحرث والنسل ، وتدمير الدولة العراقية العريقة بكل مؤسساتها .
لتبدأ صفحة جديدة من المعركة وهي صفحة المقاومة الشريفة من قبل العراقيين الوطنيين الأحرار بكل مكوناتهم والفصائل الإسلامية والعربية الوطنية التي أنهكت العدو الغازي واجبرته أن يلوذ بالعملاء والساقطين وان يشكلوا منهم مليشيات وكتل وتيارات سياسية عميلة وذيول لهم ولحلفاءهم من الصهاينة والفرس المجوس ، ورغم كل ذلك فقد استطاعت المقاومة الشرعية الوطنية ، أن تجبر الاحتلال الأمريكي والبريطاني وحلفائهم من اعلان الهرب والانسحاب من العراق نهاية سنة ٢٠١١ م ، لتفتح الابواب والساحة السياسية لإيران الفارسية وذيولها واحزابها العميلة التي عاثت في الأرض فسادا وتدميرا ، ولتدخل العراق في احتلال مجوسي ايراني جديد لينتقم من الشعب والدولة العراقية لحرب الثماني سنوات في القادسية الثانية ، والتي انهزموا فيها بتجرعهم السم الزؤام وكما جاء باعتراف رهبرهم وزعيمهم الخميني المقبور .
واليوم وبعد عشرين سنة من الاحتلال والعراق يشهد هيمنة الأحزاب والمليشيات الإيرانية على السلطة والبلاد تعاني من استشراء الفساد وسرقة المال العام والخاص و انتشار المخدرات تعاطيا وتجارة وبطالة وفقرا وانعدام الخدمات واقصاء الوطنيين والكفاءات .
لقد زرع الاحتلال الامريكي والايراني الطائفية المقيتة والعنصرية البغيضة ، لتمزيق لحمة المجتمع العراقي الذي تربط أبناؤه روابط الدم والدين والأخوة والمصاهرة والوطن ، فشعبنا مدعوٌ اليوم لإفشال مشاريع الأعداء والحفاظ على وحدة وتماسك المجتمع دون تمييز .
ان المجلس الوطني للمعارضة العراقية يستذكر جريمة الغزو والاحتلال ويحيي رجال ونساء مقاومتنا الباسلة ويدعو شعبنا الصابر وقواه الوطنية لوحدة المواقف والجهود والقيادة ، لتحرير الوطن من تدخلات وعملاء الأجنبي ، والشروع في بناء الدولة العادلة التي يتساوى فيها العراقيون في الحقوق والواجبات ، وضمان الحياة المعيشية الكريمة لهم ، وليكون العراق حرا موحدا وسندا وحصنا أمينا لأمته ( بوصفها الإسلامي والعربي والحضاري ) ولكل احرار العالم .
رحم الله تعالى شهداء العراق والمقاومة الوطنية الباسلة ،عاش العراق حرا موحدا ،ومن الله النصر والتوفيق .

المجلس الوطني للمعارضة العراقية
١١ / رمضان / ١٤٤٤ هـ ٢ / ٤ / ٢٠٢٣ م

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *